وائل إبراهيم مدير بلو راي للسياحة: أمريكا اللاتينية تترقب تشغيل طيران مباشر لانتعاش الحركة الوافدة

 

البرازيل والأرجنتين والمكسيك أهم 3 محطات للانطلاق في هذا السوق المعطل

رحلة العائلة المقدسة تجذب سياحة ضخمة من أمريكا اللاتينية ولكن نحتاج استعادة السياحة الثقافية أولا

نصيب مصر من برنامج الرحلة حاليا 800 دولار فقط من إجمالي 6 آلاف دولار شاملة تركيا وإسرائيل

الإماراتية والخطوط التركية الأنجح في استغلال قوة هذه الأسواق ويجب تواجد مصر للطيران

تكلفة الطيران المباشر تصل إلى 2000 دولار وهي ضعف سعر البرامج الحالية

دبي أصبحت وجهة أساسية للسائح اللاتيني ومحطة ترانزيت بديلة عن أسبانيا


كتب- أكرم مدحت - صحفي بموقع ترافل يالا نيوز

قال وائل إبراهيم مدير شركة "بلو راي" للسياحة إحدى شركات مجموعة "مرابحات" للحلول العقارية الكويتية، إن مصر مقصد سياحي هام لدول أمريكا اللاتينية لكنها ليست بالقوة التي تستحقها، ونحتاج الكثير من الخطوات العملية الجدية لتنشيط حركة السياحة منها، أهمها تشغيل خطوط طيران مباشرة إلى بلاد معينة مثل البرازيل والأرجنتين والمكسيك، مثل طيران الإمارات التي تشغل رحلات إلى ساو باولو البرازيلية، والخطوط التركية من المقرر أن تشغل رحلات إلى كولومبيا والمكسيك، وهذه الفكرة مطروحة منذ فترة طويلة عندما كانت تلك الأسواق أكثر انتعاشا في الحركة.

وأضاف في حوار خاص لموقع "ترافل يالا نيوز" أنه في ظل هذه المنافسة القوية من باب أولى أن تتواجد مصر للطيران في هذه الدول بخطوط تجريبية ويمكنها إيقاف التشغيل في حالة تحقيق خسائر كما فعلت في العديد من المحطات حول العالم.

وأوضح إبراهيم أن السائحين من أمريكا اللاتينية يسافرون إلى منطقة الشرق الأوسط لزيارة 3 دول على الأقل من خلال برنامجين إما إلى مصر واليونان وتركيا، وبرنامج آخر يشمل مصر والأردن وإسرائيل، وذلك لزيارة محطات رحلة العائلة المقدسة، وبالتالي السياحة الدينية يمكن أن تنشط بقوة من خلال تلك هذه الأسواق الواعدة، لافتا إلى أن دبي حاليا تبيع رحلة مصر ضمن البرنامج لوجود رحلة طيران الإمارات.

وتوقع مدير شركة "بلو راي" للسياحة أن تنشط الرحلات السياحية من أمريكا اللاتينية من خلال دبي، وقريبا من تركيا، في حين كان الترانزيت من قبل في العاصمة الأسبانية مدريد من خلال شركة "أيبيريا"، أو على "آيرفرانس" أو "كي إل إم"، فدائما كان الترانزيت في أوروبا.

وأشار إبراهيم أن معظم البرازيليين حاليا يسافرون عن طريق طيران الإمارات إلى دبي ثم زيارة مصر، لافتا إلى أن الشركة تعتمد في نشاطها بأسواق أمريكا اللاتينية حاليا على المكسيك لتسويق برنامج سياحي يشمل دبي ومصر والأردن.

وعن إمكانية تسويق برنامج سياحي متكامل في مصر، قال وائل إبراهيم إن السائح من أمريكا اللاتينية يأتي لقضاء 7 أو 8 ليالي في مصر لينفذ برنامج الرحلة الكلاسيكية "الثقافية" في القاهرة ومحافظات الصعيد الأثرية، وهناك مجموعات ضخمة منهم يأتون للرحلة الدينية، الخاصة برحلة العائلة المقدسة، وبعضهم يأتي من إسرائيل إلى طابا لزيارة منطقة سانت كاترين لمدة يوم واحد ويعود مرة أخرى.

 

السياحة الدينية في مصر خارج الخدمة حاليا

ولفت إلى أن رحلة العائلة المقدسة كانت ناجحة جدا قبل الثورة، وحاليا ميت لأنه يواجه الكثر من العقبات، أبرزها أن هناك طرق كثيرة مغلقة وتسويق البرنامج الكامل متوقف تماما، مضيفا أن مجموعات كبيرة من السائحين اللاتينيين يأتون لقضاء ليلة في سانت كاترين ويكمل برنامج رحلته الكلاسيكية في القاهرة، أو العكس، وللوصول إلى كاترين يجب السفر إلى شرم الشيخ لعدم وجود طريق مباشر إليها، وبالتالي تكون مرهقة جدا ومكلفة وتستغرق وقت أطول.

ويقترح وائل إبراهيم أن يتم التركيز على إحياء السياحة الكلاسيكية "الثقافية" بزيارة الأماكن الأثرية بشكل أساسي، وبعدها نركز على رحلة العائلة المقدسة في حالة التأهيل الحقيقي لمحطاتها بدون تحديات لتفعيل البرنامج بشكل كامل من جديد.

وعن الرحلات النيلية الطويلة، أوضح أنها لا تجذب السائح من أمريكا اللاتينية لأنها تستغرق 15 يوما، في حين أن مدة برنامج رحلته المخطط له يكون 3 أسابيع، يقسمها في دولتين أو 3 دول، ولن يعطي لمصر وحدها 15 يوما أو 20 يوما فترة أجازته الكاملة.

ويرى مدير شركة "بلو راي" أن جزء من عمل السفارات في دول أمريكا اللاتينية يجب أن يركز على الترويج لمصر سياحيا، لعدم وجود مكاتب لتنشيط السياحة بها، إلى أن ينشط السوق بما يشجع على فتح مكاتب، ولكن يجب أن تيكون القائمين عليها متحدثين لبقين للغة الأسبانية.

 

التحديات وروشتة العلاج

وكشف أن نجاح الدعاية القوية التحفيزية التي تحتاجها مصر لجذب حركة قوية من أمريكا اللاتينية يتوقف على سعر البرنامج والذي يعتمد على الطيران بشكل أساسي، خاصة أن سعر المقصد المصري فيما يتعلق بالإقامة في فنادق ثابتة أو عائمة رخيص، ولكن أسعار المزارات مرتفعة، إلا أنه يصل إلى 800 دولار تقريبا بدون تقدير تكلفة الطيران لأنه أصلا ليس مباشر إليها، ويكون هذا نصيب مصر من إجمالي برنامج يشمل تركيا وإسرائيل أيضا وتبلغ تكلفته نحو 6 آلاف دولار، أما في حالة تشغيل خط طيران مباشر إلى مصر تكلفته عالية جدا، تتراوح بين 1500 دولار و2000 دولار للرحلة ذهاب وعودة، أي أكثر من ضعف سعر البرنامج الحالي كاملا لبند الطيران فقط.

وأضاف أنه يمكن تشغيل رحلات الطيران المباشرة في فترات الطلب القوية التي تسمح بذلك كتجربة وبدون خسائر، لأن هذا كان مطلب أساسي لشركات السياحة هناك، لأنها تؤثر على نشاطهم لتسويق مصر كمقصد أساسي، مشيرا إلى أن توافد السائح اللاتيني يعتمد على الطقس، حيث أن السائح الأرجنتيني يقبل بقوة في شهور يناير وفبراير ومارس، لأن المناخ في بلاده يكون صيفي، والمكسيكي العكس يقبل في شهور الصيف لأن عنده شتاء، ولكن طوال العام السائحين من أمريكا اللاتينية موجود وهو ما يميز هذه الأسواق، وبشكل عام شهور الذروة هي يناير وفبراير وسبتمبر وأكتوبر ونهاية العام.

 

مميزات وسمات السائح اللاتيني

وأوضح إبراهيم أن معظم السائحين من أمريكا اللاتينية يقيمون في الفنادق فئة 5 نجوم، القريبة من منطقة الأهرامات، ويتميزون بمستوى إنفاق مرتفع، ويتسمون بالأعمار الكبيرة وليس من الشباب مثل الأوروبيين.

وقال إبراهيم إن السياحة الشاطئية لا تلقى إقبالا أو اهتماما من السائح اللاتيني لأنهم يمتلكون شواطئ، حيث أن السياحة الثقافية "الأثرية" بشكل أساسي تليها الرحلة الدينية، وتجذب السائح المكسيكي، ويضاف إليها ليالي في المدن الشاطئية السياحية مثل شرم الشيخ، ولكن هناك تنوع في البرامج التي يتم تسويقها مثل رحلات السفاري والواحات للمكسيكيين، أما البرازيلي والأرجنتيني منهم يحب الشواطئ ولكن ليس مثل الأوروبيين، ولكنها ليست برنامج أساسي وتكون بجانب الرحلات الكلاسيكية.